
غالباً ما يكون اختيار تخصص جامعي هو أحد تلك القرارات التي ستبقى معك طوال حياتك.
محاولات الإجابة على هذا السؤال البسيط تجعلنا نتصور الكثير من الفرص ونتخيل كيف ستكون حياتنا في المستقبل. الحقيقة هي أن لا أحد يعرف حقًا!
هل ستختار التخصص الذي سيحقق لك أعلى دخل؟
هل تعرف حتى أي تخصص هذا؟ أم ستختار دراسة ما تجيده؟ أو دراسة ما يجعلك سعيدا!
إنه حقًا قرار صعب. فبمجرد أن تبدأ في التفكير فيما يتطلبه ان تضمن حياة سعيدة، يجب التفكير في جميع الاختيارات.
إيكيجاي يعني تحقيق التوازن بين ذاتك الداخلية والعالم الخارجي، مما يساعدك على البحث بعمق لإيجاد إجابة واضحة واختيار التخصص المناسب لهدف حياتك.
في هذه المقالة، سنستعرض كيفية استخدام مبادئ إيكيجاي لاختيار تخصص جامعي يتوافق مع شغفك ومهاراتك، ويساعدك على السير في طريق حياة مليئة بالإنجاز والقيمة

ما هو إيكيجاي؟
إيكيجاي هو مفهوم ياباني يعني "سبب الوجود" أو "الشيء الذي تعيش من أجله". وهو يجسد فكرة إيجاد الهدف والإشباع في الحياة من خلال توافق شغفك ومهاراتك وقيمك مع مهامك وأهدافك اليومية. مصطلح "إيكيجاي" مشتق من كلمتين يابانيتين: "إيكي" وتعني الحياة، و"جاي" وتعني القيمة أو الاستحقاق.
في جوهره، يدور مفهوم إيكيجاي حول اكتشاف ما يجعل الحياة ذات معنى ومرضية. وهو يشجع الأفراد على استكشاف اهتماماتهم ونقاط قوتهم وما يمكنهم المساهمة به في العالم. ومن خلال دمج هذه العناصر، يساعد إيكيجاي الأشخاص على تحديد هدفهم واتجاههم الفريد، مما يؤدي إلى حياة أكثر إشباعًا وتوازنًا.
تمتد أهمية إيكيجاي إلى جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك مسارات الحياة المهنية، والعلاقات الشخصية، والرفاهية العامة. كما توفر إطارًا لتقييم القرارات وتحديد الأهداف التي تتوافق مع ذاتك الحقيقية. على سبيل المثال، عند اختيار تخصص جامعي، فإن تطبيق مبادئ إيكيجاي يمكن أن يساعدك في العثور على مجال لا يتوافق مع قدراتك واهتماماتك فحسب، بل يساهم أيضًا في الشعور بالهدف والرضا.
من خلال تبني مبدأ إيكيجاي، يمكنك اكتساب نظرة أعمق إلى ما يحفزك ويلهمك حقًا، مما يساعدك على اتخاذ خيارات أكثر استنارة وإشباعًا في حياتك الشخصية وأهدافك المهنية.
العثور على التخصص الجامعي المثالي الخاص بك من خلال أربعة أسئلة رئيسية
إيكيجاي هو مفهوم ياباني شائع يُترجم بشكل فضفاض إلى "سبب الوجود"أو"الشيء الذي تعيش من أجله"- في الأساس، الأشياء التي تستيقظ من أجلها في الصباح.
يسلط مفهوم إيكيجاي الضوء على قائمة الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك عندما تحاول البحث عن السعادة أثناء اتخاذ قرار يغير حياتك.
- ما الذي تحبه وتشعر بالشغف نحوه؟
- ماذا تجيد؟
- ماذا يحتاج العالم؟
- ماذا يمكنك أن تتقاضى أجراً من أجله؟
كطالب في المدرسة الثانوية يتطلع إلى الالتحاق بالجامعة وبدء مسار حياتك المهنية، من المهم العثور على إجابات لهذه الأسئلة لتتمكن من اختيار التخصص الجامعي أو مجال الدراسة الذي سيجعلك أسعد.
يوضح إيكيجاي أنه لكي تعيش حياة سعيدة، يجب أن يعتمد تخصصك الجامعي المستقبلي على بعض التوازن بين ما تحبه، وما تجيده، وما يحتاجه العالم، وما يمكنك الحصول على أجر جيد مقابله.
فقط عندما تجد التوازن بين الإجابات التي قدمتها لكل سؤال، فإن اختيارك للتخصص الجامعي سيكون موجهًا نحو حياة أكثر إشباعًا وتوازنًا في المستقبل. من خلال مراعاة هذه العوامل، تكتسب رؤى قيمة تساعدك في توجيهك نحو قرار يتماشى مع شغفك ومهاراتك واحتياجات العالم.
يمثل كل جانب من الجوانب الأربعة الموضحة في الرسم البياني أعلاه سؤالاً مفتوحًا.
إن العثور على إيكيجاي الخاص بك يتطلب أن تتقاطع الدوائر الأربع، أو بعبارة أخرى، أن تجد إجابات "متداخلة" معقولة لجميع الأسئلة الأربعة.
السؤالان الأولان داخليان ويتعلقان بك وبشغفك في الحياة؛ وبالتالي، من الأسهل العثور على إجابات لهما، في حين أن السؤالين الآخرين خارجيان ويتعلقان بالعالم من حولك.
دعونا نلقي نظرة على كل من الأسئلة الأربعة ونستكشف نوع الإجابات التي يمكننا الحصول عليها.
ما الذي تحبه وتشعر بالشغف نحوه؟

من المهم بالنسبة لك تحديد ما تحب وما تكون شغوف به. هذه هي الأشياء التي تجلب لك السعادة حين تفعلها. لا نتحدث هنا عن المواد الدراسية بل عن هواياتك أو الأشياء التي تستمتع بفعلها. عادة ما يبدأ شغفك أن يتشكل في سن مبكرة ولكنها تصبح أكثر وضوحًا مع تقدمك إلى سنوات المراهقة.
فعلى سبيل المثال، هل تحب الفنون أو الموسيقى أو تستمتع بها؟ أم أنك كائن اجتماعي يحب التواجد حول الناس؟ هل هناك رياضة معينة تحب مشاهدتها؟ هل أنت من محبي السيارات والأزياء والتكنولوجيا والأدب؟ حاول ان تتعرف على الأشياء التي تشعرك بالسعادة عندما تفعلها!
ما الذي تجيده؟

ما هي نقاط قوتك؟ هل هي الكتابة؟ أم المناظرة؟ هل تجيد اصلاح الأشياء بسهولة؟ أم أنك جيد في حل الألغاز؟ أم الرياضيات؟ أم الفيزياء؟ هذه هي مهاراتك وقدراتك ومواهبك أو المواد الأكاديمية التي تجيدها بشكل طبيعي.
ليس من الضروري دائمًا أن تحب ما تجيده؛ إذا كنت تحبه، فسيكون ذلك ميزة إضافية. فقد تكون جيدًا في المناقشة على سبيل المثال، لكن قد لا تكون لديك الرغبة في المناقشة. وبالمثل، قد تكون جيدًا في المحاسبة، ولكن قد لا يعجبك مجال المحاسبة!
ولنفس السبب، كانت هناك دائمًا علاقة مباشرة بين ما نحبه وما نجيده.
إذا كنت جيدًا في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر، على سبيل المثال، ولديك شغف بحل مشكلات البرامج أو الأجهزة، تخصص في هندسة الكمبيوتر أو علوم الكمبيوتر قد يكون هذا التخصص مفيدًا لك. ستضمن لك هذه التخصصات قضاء بقية حياتك المهنية في العمل مع أجهزة الكمبيوتر.
لا تدع عزيمتك تتزعزع بشأن الأشياء التي تحبها ولكنك لا تجيدها.
فهناك فرصة كبيرة لتدريب نفسك وتطوير المهارات اللازمة إذا كنت فعلاً متحمسًا لها. على أي حال، فإن المواهب والقدرات الطبيعية أقوى بكثير من تلك المكتسبة لأنها تأتي أكثر فطرية لطبيعتك.
باختصار، يمكن لأول سؤالين أن يسيرا جنبًا إلى جنب، لكن ليس بالضرورة. إذا كان هناك شيء تجيده، فغالبا ما تحب فعل ذلك الشيء تحديداً. ولكن إذا كنت تحب شيئًا ما، فليس من الضروري أن تكون جيدًا فيه. بإمكانك دوماً تعليم وتدريب نفسك على الأشياء التي تحبها ولكنك لست جيدًا بها. ومع ذلك، فإن الأشياء التي تجيدها بشكل طبيعي تكون الاختيار الأفضل لحياتك المهنية المستقبلية.
إذا لم تكن متأكدًا من كيفية تحديد مثل هذه الجوانب من حياتك أو إذا كنت تعرف ما أنت جيد فيه ولكنك غير متأكد من التخصص الذي يجب اختياره؛ فلا تتردد في حجز استشارتك المجانية الآن.
ماذا يحتاج العالم؟

يتعلق هذا السؤال والسؤال التالي بالعالم الخارجي من حولك، على عكس أول سؤالين الذين يتعلقان بنفسك وبشغفك ومواهبك.
قد لا تكون معرفة ما يحتاجه العالم أمرًا بسهولة الإجابة على ما تحب أو ما تجيده، خاصة بالنسبة للطلاب في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة الذين قد لا يكونون على دراية كاملة بما يحتاجه العالم.
للإجابة على هذا السؤال، قد تحتاج إلى إجراء بعض الأبحاث أو استشارة مستشار تعليمي أو مهني. ييمكنك تحديد موعد للاستشارة مع أحد مستشاري Studygram لمساعدتك في هذه المرحلة.
حاول تحديد ما يجعل العالم كما هو الآن مكانًا أفضل. هناك فرص لا حصر لها لتحسين العالم. من التكنولوجيا إلى الطب، إلى الأمن الغذائي والحد من الفقر، أو الحفاظ على البيئة. راجع منشور مدونتنا أفضل التخصصات الجامعية التي يجب مراعاتها في عالم ما بعد كوفيد-19 للحصول على بعض الإلهام.
تعرف إذا كان من الممكن استغلال شغفك وتطويره إلى مهنة تساعدك في دعم المجتمع. لا تتردد في سؤال المتخصصين في المجالات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشغفك؛ ستندهش من مدى فائدة الآراء التي يتم جمعها من الأشخاص من حولك.
ما الذي يمكنك ان تعمله بمقابل؟

السؤال الأخير في مربع إيكيغاي مهم بقدر أهمية الأسئلة الثلاثة الأولى. فمن الاكيد أنك ستحتاج إلى أن تكون قادرًا على الحصول على المال مقابل عملك!
يمكن إعادة صياغة هذا السؤال إلى ما يلي: كيف يمكنك أن تفعل ما تحب وما تكون موهوب فيه وفي نفس الوقت يكون مفيد للعالم والمجتمع ويقدره الناس وعلى استعداد ان يدفعوا ثمنه؟ بعبارة أخرى، تحتاج إلى تحديد ما تجيده وتحبه وفي نفس الوقت يقدره الناس ويجلب الخير للمجتمع.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحب الفنون وتجيد الرسم أو حتى الرياضيات أو الهندسة، فقد ترغب في التفكير في التخصص في الهندسة المعمارية المستدامة أو الخضراء وتصميم المباني والمدن المناسبة للطبيعة ذات الشكل الجمالي في نفس الوقت. سيحب ذلك كل من الطبيعة والمجتمع سواء!
إذا كنت ترغب في إصلاح الأشياء ولديك موهبة في الرياضيات، فقد تكون الهندسة مفيدة لك. تحديد أي تخصص يناسبك بمجال الهندسة يعتمد على الإجابة على الأسئلة الأربعة بالكامل مرارًا وتكرارًا وبطرق مختلفة. إذا كان شغفك يكمن في اللغات والكتابة، فقد يمنحك تخصص في الصحافة أو العلاقات العامة مهنة رائعة.
خذ بعض الوقت بمفردك لتتأمل في أسئلة إيكيغاي الأربعة. اكتب على قطعة من الورق أي أفكار أو كلمات رئيسية تقع ضمن كل دائرة من الدوائر الأربع. اكتب الاختلافات القريبة والبعيدة لهذه الكلمات الرئيسية، وتأمل في كيفية ارتباطها ويمكنك الجمع بينها بطرق مختلفة. اترك هذه الورقة على مكتبك واذهب في نزهة. اذهب لمقابلة أصدقائك أو مرشديك، وقم بأشياءك. ثم عد إلى هذه الورقة وراجعها وأعد كتابتها، وقم بتغييرها إذا كنت ترغب في ذلك، وابدأ من جديد.
تذكر أن هذه العملية ليست خطية؛ مما يعني أنك ستحتاج إلى مراجعة خياراتك ذهابًا وإيابًا أكثر من مرة. حدد نقاط قوتك وحاول تطويرها مع تقدمك في الحياة.
إن الإجابة على سؤالين أو ثلاثة أسئلة أمر جيد، ولكن العثور على إجابات للأسئلة الأربعة كلها يجب أن يكون هدفك. إن اختيار التخصص الجامعي المناسب من شأنه أن يحدث فرقًا كبيرًا في العثور على إيكيغاي الخاص بك، حيث قد يعني ذلك حياة مهنية طويلة وذات معنى وسعيدة.
منطقة الالتقاء: حيث تلتقي شغفك مع مهنتك

إن العثور على التخصص الجامعي المثالي يتطلب تحديد نقاط التقاطع بين اهتماماتك ومهاراتك واحتياجاتك المجتمعية وأهدافك المالية. وتمثل منطقة التقارب هذه النقطة المثلى حيث تلتقي الإنجازات الشخصية والقدرات المهنية والتأثير المجتمعي والاستقرار المالي.
لتحديد هذا التقاطع، ابدأ بكتابة قائمة بما تحب، ما تجيده، ما يحتاجه العالم، وما يمكنك الحصول على أجر مقابله. ابحث عن النقاط التي تلتقي فيها هذه العوامل. على سبيل المثال، إذا كنت شغوفًا بعلم البيئة، متمكنًا في التفكير التحليلي، تدرك الحاجة المتزايدة للحلول المستدامة، وتجد فرص عمل في هذا المجال، فقد وجدت تخصصًا واعدًا.
بمجرد تحديد هذا التداخل، قم بإنشاء خطة مهنية متوازنة من خلال اختيار تخصص يتماشى مع هذه العناصر. انخرط في التدريب الداخلي أو العمل التطوعي أو الوظائف بدوام جزئي المتعلقة بهذا المجال لاكتساب الخبرة العملية. فكر باستمرار في تجاربك وعدل مسارك حسب الضرورة. كن منفتحًا على إعادة تقييم أهدافك بناءً على رؤى وتجارب جديدة لضمان أن تظل خطتك المهنية مرضية وعملية.
قم بإجراء الاختبار لاكتشاف مجالات الدراسة التي تتوافق بشكل أفضل مع فلسفة إيكيغاي اليابانية بعد إجراء الاختبار، سوف تعرف التخصص المناسب لك. سيساعدك Studygram في اختيار أفضل جامعة للتخصص الذي اخترته.

يتضمن اختيار التخصص الجامعي المناسب الإجابة على أربعة أسئلة رئيسية من فلسفة إيكيغاي: ماذا تحب؟ ما الذي تجيده؟ ماذا يحتاج العالم؟ ماذا يمكنك أن تحصل على أجر مقابله؟ هذه الأسئلة ضرورية لتحديد التخصص الذي يتماشى مع شغفك ونقاط قوتك واحتياجات المجتمع وأهدافك المالية.
ومن خلال استكشاف هذه المجالات، يمكنك العثور على التقاطع الذي تتداخل فيه، مما يؤدي إلى اتخاذ قرار متوازن ومُرضٍ.